من أسباب البقاء على الحياد

نقلا عن مقال بعُنوان ــ( البقاء على الحياد )ــ للشّيخ مُصطفى بن حلّوش عُضو جمعية العلماء , والذي نشرته جريدة الشّريعة النّبويّة في عددها الثالث الصّادر في 8 ربيع الثاني 1352 الموافق ل 31 جويلية 1933 للميلاد :

        << من أسباب << البقاء على الحياد >> ضعف نفس صاحبه وقلّة ثقته بالله ومنها تذبذبُه ونفاقه وعدم ثباته على حال :

وإنّ الذي لا يستقرّ قراره   ***   على حالة لا يستقلّ بآت

        ومن أسبابه مُهاواة النّاس ومُجاراتهم ( في عوائدهم وديانتهم وأفراحهم وأتراحهم واحتفالاتهم ومآتمهم ) خوفا من ذهاب دُنيا فانيّة أو جاه كاذب أو طمعا في إقبالهما من جهة ذهابهما >> .

النّاس في الحقّ والباطل

نقلا عن مقال بعُنوان ــ( البقاء على الحياد )ــللشّيخ مُصطفى بن حلّوش عُضو جمعية العلماء , والذي نشرته جريدة الشّريعة النّبويّة في عددها الثالث الصّادر في 8 ربيع الثاني 1352 الموافق ل 31 جويلية 1933 للميلاد :

<<  القوم أربعة : قوم عرفوا الحق فأظهروه وهم المؤمنون المُتّقون الذين يرجون رحمة ربّهم ويخافون عذابه . وقوم عرفوا الحقّ فأنكروه وهم الجاحدون العاطلون والأعداء الذين لا يرضى عنهم الله ولا يفرحون . وقوم ما عرفوا الحق فأنكروه ولا عرفوا الباطل فأيّدوه فهؤلاء قوم جاهلون وناسٌ غافلون تقودهم الأيدي وتُسخّرهم العقول مرّة لخير وأخرى لشرّ وتارة لمعروف وطورا لمُنكر وهم قوّة الحق إذا ظهرت رجاله , وحُماة الباطل إذا حضرت أبطاله . وقوم عرفوا الحق وعرفوا الباطل وعرفوا مصدر كلّ واحد منهما وأدركوا عاقبة المُحق وعاقبة المُبطل فكان ممّا أدركوه أنّ عاقبة الأوّل الثّواب وعاقبة الآخر العقاب ! وإنّ ممّا كتب الله للمُحقّين الفوز والانتصار وممّا كتبه للمُبطلين الخيبة والاندحار .

هذا هو علمهم بالوجهين ــ وجه الحقّ ووجه الباطل ــ ومُنتهى الإدراك منهم لعقبى الطّائفتين ــ طائفة المُحقّين وطائفة المُبطلين ــ , فهل كانوا للحقّ فأيّدوه , وعلى الباطل فخذلوه ؟ . . . لا  . . . إذن كانوا للباطل على الحقّ . . . لا . . . وكيف كانوا ؟ كانوا على حال لا يرضاها عقل ولا يُقرّها شرع وهي ما أسمَوهُ << البقاء على الحياد >> .

معنى البقاء على الحياد

        نقلا عن مقال بعُنوان ــ( البقاء على الحياد )ــللشّيخ مُصطفى بن حلّوش عُضو جمعية العلماء , والذي نشرته جريدة الشّريعة النّبويّة في عددها الثالث الصّادر في 8 ربيع الثاني 1352 الموافق ل 31 جويلية 1933 للميلاد :

        << ما معنى البقاء على الحياد ؟ معناه أن لا تمدّ يدك للحقّ فتنفعه , ولا تُسلّطها على الباطل فترفعه وإن شئت قلت هو خُذلان للحقّ ورضيٌ بالباطل ! أو قُل هو السّكوت المُطلق والكفّ الشّامل عن قول وفعل الخير والشّرّ >> .

تأويل قول الله تعالى : عليكم أنفسكم

        نقلا عن مقال بعُنوان ــ( عليك بخُويصة نفسك )ــ للشّيخ بوزيدي الحسن بن بلقاسم , والذي نشرته جريدة الشّريعة النّبويّة في عددها الثالث الصّادر في 8 ربيع الثاني 1352 الموافق ل 31 جويلية 1933 للميلاد :

        << روى التّرمذي وأبو داود والنّسائي وابن ماجه في سُننهم وابن حبّان في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه أنّه قال : يا أيّها النّاس إنّكم تقرؤون هذه الآية (<< يأيّها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذ اهتديتم >>) وإنّي سمعت رسول الله يقول : ( إنّ النّاس إذا رأوا الظّالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب من عنده ) .

        فمن هذا تعلم أنّ حديث ( عليك بخُويصة نفسك ) وآية ( عليكم أنفسكم ) قد أخرجوهما عن المُراد للشّارع وجعلوهما ألسنة لإفساد الأمّة وإيجاد الوهن في عزيمتها حتّى نهجت الأمّة خُطّة الفرق والجُبن التي أورثتها الذل والجهل والانحطاط بعد أن كانت الآية الكريمة نزلت للقوّة و . . . و . . . على أنّ كثيرا من عُلماء الإصلاح وخُصوصا الأستاذ الطّيب العُقبي جزاه الله عن الإسلام والمُسلمين خيرا قد نبّهوا على خطأ فهم النّاس لهما وأنّهم شوّهوا معناهما ودُونك نصّ عبارة النّووي في شرح مُسلم تفسيرا للآية , قال : << لأنّ المذهب الصّحيح عند المُحقّقين في معنى الآية أنّكم إذا فعلتم ما كُلّفتم به فلا يضرّكم تقصير غيركم مثل قوله تعالى : (<< ولا تزر وازرة وزر أخرى >>) وإذا كان كذلك فممّا كُلّف به الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر إذا فعله ولم يمتثله المُخاطب فلا عتب بعد ذلك على الفاعل لكونه أدّى ما عليه فإنّ عليه الأمر والنّهي لا القبول والله أعلم >> ا هـ >> .

الصفحة 37 من 42