الفرق بين العبادة والطاعة : كتاب الشرك و مظاهره

 ـ الفرق بين العبادة والطاعة:

 جاء في فروق العسكري : " الفرق بين العبادة و الطّاعة أنّ العبادة غاية الخضوع ، ولا تُستحقّ إلّا بغاية الإنعام ، ولهذا لا يجوز أن يُعبد غير الله تعالى ، ولا تكون العبادة إلّا بالمعرفة بالمعبود ، والطّاعة الفعل الواقع على حسب ما أراده المريدُ متى كان المريدُ أعلى رتبة ممن يفعل ذلك ، و تكون للخالق و المخلوق ، والعبادة لا تكون إلّا للخالق ...(ص 134من كتاب الشرك ومظاهره).

المحبّة في الله ومع الله : كتاب الشرك و مظاهره

ـ المحبّة في الله ومع الله :

... فالمحبّة في الله أن تحبّ من يحبّه الله ، والله يحبّ المحسنين و المتّقين ، و التّوابين والمتطهّرين ، و إذن تكون محبّة غير الله من معنى محبّة الله مقويّة لها غير متنافية معها ، والمحبة مع الله أن يتعلق قلبك بسواه ، فتغفل عن الله ، و تتوجه إلى غيره بالرغبة و الرّهبة ، فتكون محبتّك هذه مغنية عن محبّة الله منافية لها ، فالمحبّة في الله محمودة متعدية إلى كل داع إلى الله من الأنبياء المرسلين و الأولياء الصّالحين و العلماء العاملين .... ومعنى محبّة المرء لله أو في الله : أن لا تحبّه لطمع في الدنيا ، بل تحبّه لما عليه من الهدى و الاستقامة (ص265من كتاب الشرك ومظاهره).

جُند سُليمان رحمه الله , بهم يُفترض أن تكون القُدوة

         نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ( 3 ) ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الرّابع من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة ربيع الثاني 1358 هجريّة الموافق ل 21 ماي 1939 للميلاد :

        << تاريخ وقُدوة : تُفيدنا الآية صورة تامّة لنظام الجُنديّة في مُلك سُليمان , فقد كان الجُنود يسرّحون من الخدمة ويجمعون عند الحاجة , وكانت أعيانُهم معروفة مضبوطة , وكانت لهم هيئة تعرفهم وتضبطهم وتجمعهم عند الحاجة , وكان لهم ضبّاط يتولّون تنظيمهم وكان النّظام مُحكما لضبط تلك الكثرة ومنعها من الاضطراب والاختلال والفوضى .

        تعرض علينا الآية هذه الصّورة التّاريخيّة الواقعيّة تعليما لنا وتربيّة على الجُنديّة المضبوطة المُنظّمة , ولا شكّ أنّ الخُلفاء الأوّلين قد عملوا على ذلك في تنظيم جيوشهم وإنّ مثل هذه الآية كان له الأثر البليغ السّريع في نُفوس العرب لمّا أسلموا فسُرعان ما تحوّلوا إلى جُنود مُنظّمة ممّا لم يكن معروفا عندهم في الجاهليّة وبقيت الآية على الدّهر مُذكّرة لنا بأنّ النّظام أساس كلّ مُجتمع واجتماع , وأنّ القوى والكثرة وحدهما لا تُغنيان بدون نظام وأنّ النّظام لا بدّ له من رجال أكفّاء يقومون به ويحملون الجُموع عليه , وأولئك هم الوازعون >> .

تفصيل مُلك سُليمان

        نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ( 3 ) ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الرّابع من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة ربيع الثاني 1358 هجريّة الموافق ل 21 ماي 1939 للميلاد :

        << تفصيل :  كما أنّ للإنس من يعرفهم من أعوان سُليمان ومن يُنظّمهم من رُؤساؤهم كذلك يكون للجنّ , وكذلك يكون للطّير وسلطة سُليمان على الجنّ وتسخيره لهم وسُلطتُه على الطّير وفهمه لها وفهمها عنه مُعجزة له وخُصوصيّة مُلك لم ينبغ لأحد من بعده >> .

الصفحة 36 من 42