جريدة البصائر

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم, الحمد لله القائل في مُحكم كتابه: (<< هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليُظهره على الدّين كله وكفى بالله شهيدا >>), له الثناء كله وله الحمد كله على هذا الوعد الصّادق وهذه البشارة العظيمة بظهور هذا الدّين على ما عداه من الأديان, وظهور أهله على من سواهم من العباد, والشاهد بذلك ربّنا جلّ وعلا وكفى بالله شهيدا, وبعدُ:

        << طلعت في سماء الجزائر من أفق جمعية العلماء ثلاث جرائد : السنة، ثم الشريعة، ثم الصراط ,فراجت ما أتيح لها أن تروج بين رضًى لأكثرين وسخط قوم آخرين وبالرغم عمّا قاسته من فنون المعاكسات الحسية والمعنوية يشهد الله والعارفون بحالة الوطن من قبل أنها غيرت وضعية الأمة بما نبهت من الغفلات وقوضت من أركان فاسد العادات، ولئن كان من ينازعنا في هذا أو ينكره رأسا فثم نتيجة سلـّمها الموافق والمخالف وهي أن تلك الجرائد مدّت روابط التعارف بين طلائع الإصلاح المتفرقين في أنحاء القطر ووحدت جهودهم وكلمتهم.

        ونعني بالإصلاح الإصلاح الديني بما يتناوله مدلول اسم الدين من ثقة في جنب الله وكرامة نفس وصراحة في الحق واحتساب في سبيله وما تلك الطلائع إلا فئة خفقت قلوبهم بعامل عاطفة واحدة تـُسقى بماء واحد >> ـ(البصائر, العدد الخامس )ـ.

        << أيتها الأمة الكريمة :

        إن جمعيـّتك الصادقة اليوم تجدد ولاءها لك وتـُشعرك أنها لا تنثني عن الوفاء بالعهد الذي عاهدتك عليه، وإنّ كيد الخائنين وتثبيطات الحاسدين لا تزحزحها عن مواصلة السير بالمهمة التي وطـّدت النفس عن القيام بها من تبليغ رسالتها كما يجب وها هي الآن تزفّ إليك لسان حالها وترجمان وجدانها جريدتها المسمّاة ( البصائر ) فهي بلا ريب يكون لمسمّاها ما للاسم من عذوبة في النطق وروعة في النفس وهزّة في القلوب, وإنها ستحمل لك – كل أسبوع – بين طيّاتها آيات التذكير ، ودروس الوعظ والإرشاد .

        وهي رابعة تلك الصُحيفات الحرة التي سقطت في ميادين الشرف شهيدة الحق والواجب ، ولا غرو أنها تفوق سابقاتها رواجا وانتشارا >> ـ(البصائر العدد الثالث )ـ.

        قال الشّيخ الطيب العقبيّ رحمه الله في العدد الأوّل من البصائر: << أمّا خطتنا التي سنسير عليها فهي تلك الخطة المعلومة والمبيّنة في جرائد العلماء السابقة.  

        ولكي لا نذهب بالقارئ بعيدا أو نـُحيله على معدوم غير معلوم ننقل له هنا الكلمة القيّمة الواضحة التي حرّرها قلمُ رئيس الجمعية نفسه في العدد الأول من جريدة << الشريعة >> المعطلة فانّ فيها ما يشفي العليل ويبرئ الغليل حيث يقول: (راجع جريدة الشريعة العدد الأوّل ) >>.

        أخي الزّائر, هذا ما قاله علماء الإصلاح عن جريدتهم, أمّا موقع نور الهدى فيزيدك ذكرا أنّ جريدة البصائر هي أشهر جرائد جمعيّة العلماء وأعظمها أثرا من حيث الإصلاح وأطولها زمنا من حيث التعمير, وقد كان صدورها على مرحلتين, الأولى: قبل الحرب العالمية الثانية ابتداءا من سنة: 1354هـ ــ 1935م وحتـّى سنة: 1359هـ ـ1939م ففي هذه السّنة أوقفت لأجل توقـّف نشاط الجمعيّة أثناء الحرب, والمرحلة الثانية كانت بعد الحرب ابتداءا من سنة 1368هـ ـ 1947م وحتى سنة: 1357هـ ـ1956م. وعليه فإنّه يُسعدنا أن نسهّل لك الاطلاع على هذا الإرث العلميّ الدّعويّ من خلال صفحات موقعنا على شبكة الأنترنت, راجين من المولى جلّ وعلا المعونة والتوفيق والسّداد, وأن لا يكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقه طرفة عين ولا أقلّ من ذلك أبدا, ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. 

ترشيح العنوان 
عرض # 
# عنوان الكاتب المشاهدات