من الخطاب الذي احتجت به جمعية العلماء ضد اعتداء النائب المالي غراب وافترائه , بقلم العلامة الأستاذ ابن باديس ( رحمه الله ) , نقلا عن جريدة الشريعة في عددها السادس الصادر يوم الاثنين 29 ربيع الثاني 1352 ه الموافق ل 21 أوت 1933 م :
أيّتها الأمّة الجزائرية المسلمة , قد دعاك العلماء إلى العلم واحترام العلم واتّباع العلم لمّا دعاك أضدادهم إلى الجهل وما يجرّ إليه الجهل , قد دعاك العلماء إلى التفكير في الدّنيا والآخرة لمّا دعاك أضدادهم إلى الجمود والخمول في الدّنيا والدّين , قد دعاك العلماء إلى العمل والكد والتعاون لمّا دعاك أضدادهم إلى الكسل والبطالة والتواكل , قد دعاك العلماء إلى الله وعبادته وحده لمّا دعاك أضدادهم إلى أنفسهم وتقديسهم , قد دعاك العلماء إلى كتاب الله لمّا دعاك أضدادهم إلى خرافاتهم , قد دعاك العلماء إلى اتّباع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والسّلف الصالح رضي الله عنهم لمّا دعاك أضدادهم إلى اتباع أسلافهم وبدعهم وقبيح عاداتهم , قد دعاك العلماء إلى البذل في سبيل الخير العام والمغرم القانوني لمّا دعاك أضدادهم إلى البذل لهم وملء خزائنهم , هؤلاء العلماء أيّتها الأمّة الكريمة ــ الذين دعوك دعوة الحق لا يريدون منك جزاء ولا شكورا وهم يتحمّلون في سبيلك ما تعلمين وما لا تعلمين ,
< السابق | التالي > |
---|