جريدة الصراط
بــــسم الله الرّحمن الرّحيم , الحمد لله ربّ العالمين , والصّلاة والسّلام على الأنبياء والمرسلين , وأفضل ذلك لخاتمتهم نبيّنا الصّادق الأمين , ورضي الله على الصحابة أجمعين , أفضل أصحاب الأنبياء والمرسلين , وعلى أزواج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّهات المؤمنين , المطهّرات المبرّآت من كل ّسوء بنصّ القرآن المبين , وغفر الله لنا ولإخواننا الذين سبقونا من عباد الله المؤمنين , أمّا بعد :
أخي الزّائر : أنشأ علماء الإصلاح في جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين جرائد إصلاحيّة تكون اللّسان النّاطق بحالهم , وقد كانت كلّما أغمد الظّلم لسانا منها سلّ الحقّ لساناأشدّ من سابقه , وبيان هذا لديك بأنّهم سلّوا أوّلا لسانا سمّي ب ( السّنّة النّبويّة ) , وبعد أن صدر من أعداده ــ ثلاث عشر ــ أغمده الظّلم , فسلّ الحقّ لسانا آخر سمّي ب ( الشّريعة المطهّرة ) وبعد أن صدر من أعداده ــ سبعة ــ أغمده الظّلم كذلك , وإنّ في << تكرار تعطيل جريدة جمعيّة علميّة كبرى ليس ممّا يهدّئ الخواطر , ولا ممّا يوطّد الثّقة , ولا ممّا يسيغه الإنصاف , ولا ممّا تتحمّله النّفوس >> [ عن محرّري جريدة الصراط العدد الأوّل] , لكن علماء الإصلاح وكما وصفنا لك سابقا أنّ :
فإنّهم صبروا على تكرار التّعطيل , وأوذوا , حتّى سلّ الحقّ منهم لسانا آخر ألهَمَ القرآن استعماله كذلك , يسمّى ( الصّراط السّوي ) يسير على خطّة سالفيه , ويسعى إلى غايتهما من نشر العلم وخدمة الصّالح العام , فكان صدور أوّل أعداده يوم الاثنين 21 جمادى الأولى 1352 هجريّة الموافق ل 11 سبتمبر 1933 للميلاد , وللتّذكير فإنّ في القول ــ يسير على خطّة سالفيه , ويسعى إلى غايتهما ــ يدلّك على أنّ هذا اللّسان كان يصدر عن جمعيّة العلماء المسلمين بإشراف من رئيسها الأستاذ العلاّمة ابن باديس ــ( رحمه الله وجزاه عن الإسلام خير ما يجزي به عباده المؤمنين)ــ وأهمّ المشاركين بالنّظر والرّأي فيه الأعضاء الإداريين لجمعيّة العلماء وعلى رأسهم الأستاذان الطّيب العقبي ومحمّد السّعيد الزّاهري اللذين لهما اليد الأولى في ذلك وهما من يرأسان تحريره , وقد واكب صدور هذه الجريدة السّنة الثالثة لجمعيّة العلماء , وما ذكرنا لك إنّما هو بحق اعتراف وإقرار قلوبنا , وإعلام وإخبار لسان أقلامنا بحقيقة صبر علماء الإصلاح الذين تحمّلوا في سبيل إسعاد هذه الأمّة المسلمة الجزائريّة ما علمت الأمّة في سبيل ذلك وما لم تعلم , ولسان حالنا في هذا ينشد :
أخي الزّائر : نقدّم لك اليوم ! بل وفي سلسلة من الأعداد , جريدة ( الصّراط السّوي ) , وفيها ستجد ( شريعة ) نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم فاتّبعها , و( سنّته ) عليه الصّلاة والسّلام فلا ترغب عنها , والله تعالى نسأله أن يوفّقنا في ذلك ــ( بالإخلاص له فيه , والإتقان في تأديته لعباده )ــ وينفع به مَن شاء مِن عباده , إنّه جَوادٌ كريم .