آثار فقد العلم النافع في الأمم : كتاب الشرك و مظاهره

ـ آثار فقد العلم النافع في الأمم :

 إن الأمّة متى فقدت العالم البصير ، والدّليل النّاصح ، والمرشد المهتدي ، تراكمت على عقولها سحائب الجهالات ، وران على بصائرها قبائح العادات ، وسهل عليها الإيمان بالخيالات ، فانقادت لعالم طمّاع ، وجاهل خدّاع ، و مرشد دجّال ، و دليل محتال ، و ازدادت بهم حيرتها ، واختلّت سيرتها ، والتبست عليها الطّرائق ، وانعكست لديها الحقائق ، فتتّهم العقل ، وتقبل المحال ، و تشرد من الصواب ، و تأنس بالسّراب ، هذا يتقدّم إليها بما له من أسباب خفيّة ، فتراه تصرّفا في الكون ، وذلك يلقي إليها بأقوال مجملة يُنزلها كل سامع على ما في نفسه ، فتراه من علم الغيب ، و تقول : " سيدي فلان جاء بالخير " ثم نجد من تسمّيه عالما يثبت قدمها في الخبال ، ويزعم لها أن الحقيقة في هذا الخيال .....(ص 161من كتاب الشرك ومظاهره).

آثار الشرك في المجتمع : كتاب الشرك و مظاهره

ـ آثار الشرك في المجتمع:

إن كُنتَ باحثا في علل انحطاط الأمم ، فلن تجد كالشّرك أدلّ على ظُلمة القلوب وسفه الأحلام ، وفساد الأخلاق ، و لن تجد كهذه النّقائص أضرّبالإتّحاد ، وأدرّ للفوضى ، وأذلّ للشّعوب ، و إن كنتَ باحثا عن أسباب الرُّقَيّ ، فلن تجد كالتّوحيد أطهر للقلوب ، وأرشد للعقول ، وأقوم للأخلاق ، ولن تجد كهذه الأسس أحفظ للحياة وأضمن للسّيادة وأقوى على حمل منار المدينة الطّاهرة .(ص90من كتاب الشرك ومظاهره) .

المبالغة في التعظيم : كتاب الشرك و مظاهره

 ـ  المبالغة في التعظيم:

الذي أوقع الجهّال في الشّرك و الضّلال هو المبالغة في تعظيم بعض المخلوقات ، حتى ألحقوه بالتّعظيم الخاصّ بربّ الأرض و السّماوات ، ومن هنا نشأت عبادة غير الله التي استحقّ أصحابها وصف الشّرك و استوجبوا بها سخط مالك الملك .( ص 133من كتاب الشرك ومظاهره).

عدم تسارع المجددين إلى التكفير : كتاب الشرك و مظاهره

ـ عدم تسارع المجددين إلى التكفير:

....ما نحن إلا وعّاظ مرشدون ، ولم ندّعِ أنّنا حكّام منفِذّون ، ومعاملتنا للنّاس ترفع كل التباس ، فتجدنا نصلّي خلف من يتقدّم للإمامة ، ونسلّم على من لقينا ، وندفن في المقابر العامّة ، من غير منعٍ لأيّ مسلمٍ منها ، ونشتري اللّحم ممّن يشهد الشّهادتين ، كلّ ذلك من غير بحثٍ عن كونِه من المسترشدين بإرشادنا أم من الخصوم الطّاعنين علينا ، ما لم تتبيّن لنا مشاقّته لما جاء به الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلم .(ص 53ـ54من كتاب الشرك ومظاهره).

الصفحة 35 من 42