السّبب الدّافع لترجمة العرب لعلوم الأوائل

نقلا عن مقال بعنوان ـ( العربيّة فضلها على العلم والمدنيّة )ـ ألقاه الأستاذ العلاّمة محمّد البشير الإبراهيمي في أحد الاجتماعات العامّة لجمعيّة العلماء , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الأوّل من المجلّد الخامس عشر , الصّادر يوم الثلاثاء غُرّة محرّم 1358 هجريّة الموافق ل 21 فيفري 1939 للميلاد :

        << الحقيقة التي يُؤيّدها الواقع ويشهد بها المُنصفون منهم أنّ العرب حينما نقلوا عُلوم الأوائل كما كانوا يُسمّونها نقلوا بدافع وجداني إلى العلم ورغبة مُلحّة فيه , وأنّهم نقلوا ليستقلّوا وليستغلّوا ولينتفعوا بثمرة ما نقلوا ولا يتمّ لهم هذا الاستقلال في العلم إلاّ بالتّمحيص والتّصحيح >> .

إرث النّبوّة وإرث القرابة , وبيان إرث سُليمان من أيّهما

نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ( 2 ) ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الثالث من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة ربيع الأوّل 1358 هجريّة الموافق ل 21 أبريل 1939 للميلاد :

        << تفرقة أخرى : إذا كان الموروث مالا فإنّه يُستحقّ بالقرابة شرعا , وإذا كان علما أو نُبوّة أو مُلكا فإنّها لا تُستحقّ بها , فلم يرث سُليمان من داوود ما ورثه منه لأنّه ابنه , وإنّما كان ذلك تفضّلا من الله ونعمة , ولهذا لمّا دعا سُليمان النّاس لم يذكر لهم أُبوّة داوود , وإنّما ذكر لهم ما كان به أهلا لمقامه ممّا خصّه الله به من علم وقوّة , ومظاهر المُلك ومُعجزة النّبُوّة >> .

صلاح شأن أمّة الإسلام برُجوعها إليه

        نقلا عن مقال بعنوان ـ( لن يصلح شأن الأمّة الإسلاميّة حتّى يُوجّهوا سياستهم شطر الإسلام  )ـ للأستاذ محمّد عبد السّلام القبّاني , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :

        << ما دامت الشّعوب الإسلاميّة الآن وزُعماءها وقادتها لا يُفكّرون إلاّ في مُصانعة الدّول الأجنبيّة , ومُحاكاتها وتقليدها والاندماج في أوضاعها , فلن تقوم للشّعوب الإسلاميّة قائمة , ولن يرجع لهم عزّ ولا يبلغون مجدا , فإذا أراد زُعماء شعب من الشعوب الإسلاميّة النّهضة والعزّة وقوّة السّلطان فليرجعوا إلى دُستور ربّهم وليرفعوه من المقابر والمآتم وبيئات الضّعفاء والسّائلين الذين يحترفونه إلى منصّة القضاء والحُكم , وإلى مكاتب الوُزراء والأمراء , وإلى منابر البرلمانات , حتّى يكون مصباح الدّولة في سياستها الدّاخليّة والخارجيّة كما كان في عهد نبيّ الإسلام صلّى الله عليه وسلّم وعهد الخلفاء وعهد الدّولة الأمويّة والصّدر الأوّل من الدّولة العبّاسيّة , وكما كان في عهد كلّ دولة قامت على أسُسه وقوانينه وارتقت به وعظُم شأنها وملأ صيتُها الخافقين >> .

وهم في فهم قول الله تعالى : ففرّوا إلى الله

         نقلا عن مقال بعنوان ـ( الفرار إلى الله ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الأوّل من المجلّد الخامس عشر , الصّادر يوم الثلاثاء غُرّة محرّم 1358 هجريّة الموافق ل 21 فيفري 1939 للميلاد :

       << تنبيه على وهم : ليس الفرار من الأمراض بمُعالجتها ومن المصائب بمُقاومتها فرارا من الله لأنّ الأمراض هو قدّرها والأدوية هو وضعها ودعا إلى استعمالها والتعالج بها وكذلك المصائب وما شرع من أسباب مُقاومتها فكلّها منه بقدَره والإنسان مأمور منه بأن يُعالج ويُقاوم فما فرّ من قدَره إلاّ إلى قدَره ولهذا لمّا قال أبو عُبيدة لعُمر رضي الله عنهما في قصّة الوباء : أفرارا من قدر الله يا عُمر ؟ قال عُمر : نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله >> وفي الحقيقة كان الفرار من شرّ في مخلوقٍ إلى الله يرجو منه الخير في غيره >> .

الصفحة 2 من 42