نقلا عن مقال بعُنوان ـ( الاختلاف في رمضان )ـ لمُحرّري جريدة الصّراط السّويّ والذي نشرته الجريدة في عددها السّابع عشر الصّادر يوم الاثنين 22 رمضان 1352 هجريّة المُوافق لـ 8 فيفري 1934 للميلاد :
<< صام أهل تونس بيوم الأحد , وصام أهل المغرب الأقصى بيوم الثلاثاء وصام أكثر النّاس في الجزائر بالاثنين وصام الباقون بالثلاثاء , وأمّا في مصر وبلاد العرب فقد صاموا بالاثنين أيضا , وبعض العوام في عمالة وهران والمغرب الأقصى يُنكرون على تونس ويتّهمونها بالتّسرّع والعجلة برمضان , كما أنّ بعض العوام في تونس يُنكرون على المغرب ويتّهمونه بالتّفريط والتّواني عن الصّوم وأمّا العامّة في الجزائر فقد سمعت ذات يوم جماعة منهم يتحدّثون في مسألة الصّيام , فقال قائل منهم وكان مُفتيا للإسلام في هذه الأمّة المنكوبة بأمثال له كثيرين : << تونس تفنصي بالزّاف والمرّوك يعمل الرّوطار !! >> وقائل هذا الكلام هو الشّيخ المُفتي !
والحاصل أنّ العامّة في كلّ موضع << بما فيهم الشّيخ المُفتي >> تعتقد أنّها هي التي على الحق والهدى وأنّ من سواها على الباطل والضّلال .
ووجه العبرة من هذا كلّه هو أنّ هذا الشّهر الكريم الذي هو رمز اتّحاد المُسلمين ومظهر من مظاهر الأخوّة بينهم قد أخطأهم التّوفيق فيه أيضا , وأبى عليهم الجهل والتّخاذل إلاّ أن يجعلوا منه سببا من أسباب الافتراق والشّقاق ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم >> .