النّبوّة , العبوديّة , المُلك , بين نبيّ عاديّ ونبيّ ملك

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :

        << في مُسند أحمد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خُيّر من أن يكون نبيّا ملكا أو يكون نبيّا عبدا فاختار أن يكون نبيّا عبدا , وكان ذلك تواضعا منه , ولا ينفي هذا أنّه صلّى الله عليه وسلّم كما كان مُبلّغا عن الله تبارك وتعالى كان قائما على الحُكم والتّنفيذ وإدارة الشّؤون العامّة وتنظيم المُجتمع ممّا يُسمّى مُلكا نبويّا مُستندا إلى الوحي الإلهي ــ لأنّ التّخيير راجع إلى حالته الشّخصيّة الكريمة فخُيّر بين أن يكون لشخصه من مظاهر المُلك مثل ما كان لسُليمان أو لا تكون له تلك المظاهر , فاختار أن لا تكون وأن يكون مظهره مظهرا عاديا مثل مظهر العبد العادي , كما أنّ سُليمان صلّى الله عليه وسلّم الذي كان ملكا نبيّا لم ينف ذلك عنه العبوديّة , وإنّما ينفي عنه مظهرها العادي .

        فهما حالتان للقائمين على الملك جائزتان , كان على إحداهما سُليمان وعلى الأخرى محمّد عليهما الصّلاة والسّلام , وحالة أفضل النّبيّين أفضل الحالتين >> .