نقلا عن مقال بعُنوان ـ( وهّابيّ )ـ بقلم الأستاذ العلاّمة أبو يعلى الزّواوي , والذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها السّابع الصّادر يوم الاثنين 11 رجب 1352 هجريّة المُوافق لـ 30 أكتوبر 1933 للميلاد :
<< أصل هذه الطّائفة الوهّابيّة كما عند صاحب التّعريبات الشّافية وغيره أنّ فقيرا من عرب نجد يُقال له سُليمان رأى في المنام كأنّ شُعلة من نار خرجت من بدنه وانتشرت وصارت تأكل ما قبلها فقصّ رُؤياه على بعض المُعبّرين ففسّرها له بأنّ أحد أولاده يجدّد دولة قويّة فتحقّقت الرّؤيا في ابن ابنه الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب بن سُليمان فالمُؤسّس للمذهب هو محمّد بن عبد الوهّاب ولكن نُسب إلى عبد الوهّاب , فلمّا كبر محمّد احترمه أهل بلاده ثمّ أُخبر بأنّه قرشي ومن أهل بيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وألّف لهم قواعد وعقائد وهي عبادة الله واحد قديم قادر حق رحمان يُثيب المُطيع ويُعاقب العاصي وأنّ القرآن قديم يجب اتّباعه دون الفروع المُستنبطة وأنّ محمّدا رسول الله وحبيبه ولكن لا ينبغي وصفه بأوصاف المدح والتّعظيم , إذ لا يليق ذلك إلاّ بالقديم , وأنّ الله تعالى حيث لم يرض بهذا الإشتراك سخّره ليهدي النّاس إلى سواء الطّريق فمن امتثل فبها ونعمت وإن أبى فهو جدير بالقتل , فهذه أصول مذهبه وكان قد بثّه أوّلا سرا فقلّده أناس ثمّ سافر إلى الشّام لهذا الأمر فلم يجد به مُراده , رجع إلى بلاد العرب بعد غيبته عنها ثلاث سنين , فاتّصل شيخ من أشياخ عرب نجد يُقال له عبد الله بن سعود وكان شهما كريم النّفس فقلّده وقام بنصرة مذهبه وقاتل عليه حتّى أظهره واقتسم الرّئاسة هو ومحمّد بن عبد الوهّاب فابن عبد الوهّاب صاحب الاجتهاد في مسائل الدّين وابن سعود أمير الوهّابيّة وصاحب حربهم وما زال أمر هؤلاء الوهّابيّة يظهر شيئا فشيئا إلى أن تغلّبوا على الحجاز والحرمين الشّريفين وسائر بلاد العرب , ثمّ قال صاحب التّعريبات الشّافية أنّ مساجد الوهّابيّة خالية من المنارات والقباب وغيرها من البدع المُستحسنة فلا يُعظّمون الأئمّة والأولياء ويدفنون موتاهم من غير مشهد واحتفال , يأكلون خبز الشّعير والتّمر والجراد والسّمك ولا يأكلون اللّحم والأرز إلاّ نادرا ولا يشربون القهوة وملابسهم ومساكنهم غير مُزيّنة ,ا ه . ولمّا استولى ابن السّعود على الحرمين الشّريفين بعث كُتبه إلى الآفاق كالعراق والشّام ومصر والمغرب يدعو النّاس إلى اتّباع مذهبه والتّمسّك بدعوته >> .
< السابق | التالي > |
---|