شهادات الأجانب للدّين الإسلامي

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

شهادات الأجانب للدّين الإسلامي : ([1])

              قال الكاتب الإنكليزي الشّهير المسرو ليونارد : أمر الأروبيين عجيب غريب فإنّهم ما برحوا يقفون موقف الخصم المُناجز المُعادي للمُسلمين ولست أدري سببا يدفعهم إلى الإجحاف بحقوق المُسلمين أو إنكار فضائلهم إلى العالم كلّه فأوروبا لم تعترف , حتّى الآن , بما لهذا الدّين القويم من التّأثير على التّربيّة الأخلاقيّة بل على المدنيّة الغربيّة نفسها , بل إنّ أوروبا اعترفت بفضل الإسلام ولكنّه اعتراف فاتر صدر عن بعض رجالها القدماء والمُحدّثين إذا قالوا إنّ المسلمين كانوا في أزهى حضارة عندما كانت أوروبا غارقة في بحر الهمجيّة , سادرة في ظُلمات الجهالة , ولكن هذا لا يكفي لأنّ فضل الإسلام لم يقف عند الإحسان إلى أوروبة القديمة بل ظلّ مُتفضّلا مُحسنا عليها وسيظلّ كذلك إلى الأبد .

        وَصلت المدنيّة الإسلاميّة إلى أعلى مُستوى من العظمة , عمرانيّة كانت أو علميّة , حتّى ليرجع إليها الفضل في بعث المُجتمع الأوروبي وهدايته إلى طريق الخلاص من الانحطاط والاندثار . ألم يحن لنا أن نعترف , نحن الذين بلغنا أعلى قمم الحضارة ــ كما نزعم ــ بأنّه لولا التهذيب الإسلامي ومدنيّة المُسلمين وعلومهم وثقافتهم وعظمتهم وحُسن نظام جامعتهم , لولا هذا كلّه لبقيت أوروبا تتخبّط في ظلام يهيم ! هل نسينا أنّ التّسامح الدّيني الإسلامي يختلف كلّ الاختلاف عن التّعصب الذميم الذي اتّصفت به أوروبا من قبل ولا تزال تتّصف به . هل نسينا أنّ الشّعوب الإسلاميّة قد نشطت ونمت وأوجدت حضارة لا تبلى , تحت ظلال الخلافة وأجدادنا لا يدرون من الحياة إلاّ أن يقتتلوا بوحشة ويعيشوا عيشة الانحطاط والجهل ؟ كيف يمتلئ قلب أوروبة حقدا وكراهية للمسلمين مُنكرة فضلهم عليها , جاحدة الأعمال التّي قاموا بها , والآثار التّي خلّفوها , في بُطون الكُتب وعلى سطح الأرض ؟

         وعلينا أن نذكر ( والخزي يغمر وُجوهنا ) الجناية التّي اقترفناها ضدّ المُسلمين بل اقترفناها ضدّ حضارة العالم بإحراقنا مئات الألوف من المُجلّدات بتحريض من التّعصّب المسيحي الأعمى فماذا كان جزاؤنا من المُسلمين ؟ إنّهم قد صفحوا عنّا نزولا على كرم أخلاقهم وعُلوّ نُفوسهم , كما يصفح الأب الحنون عن ذنوب ابنه الغر الجاهل . علينا أن نعترف بأنّ أوروبا المسيحيّة بذلت كلّ ما في وُسعها في جميع القرون الماضية , لتُخفي فضل الإسلام عليها , ولكنّها لم تُفلح ولا تُفلح , لأنّ هذه الأعمال الزّاهرة والأخلاق الكريمة لأعظم وأرفع من أن يستطاع إخفاؤها , أو طمس معالمها فالشّمس وإن حجبتها الغيوم فإنّ أشعّتها وحرارتها تدلّ على وُجودها .  لتكفر أوربا والقارّة المسيحيّة , عن أخطائها لتُعلن للعالم , أجمع بغباوتها وجُحودها وما أجرمته في سالف الأزمان .

        إنّها ولا شكّ ستعترف في المُستقبل القريب بفضل الإسلام ونعم المُسلمين بل إنّها ستظهر إلى الاعتراف بدين الأبديّة والخلود , الدّين الإسلامي الحنيف , الهداية .

 



 : جريدة الصّراط السّويّ العدد السّادس عشر .( [1] )