بدعة الطّريق في الإسلام

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

        نقلا عن كتاب << الاستقصا >> في تاريخ المغرب الأقصى للعلاّمة المُؤرّخ أبو العبّاس أحمد النّاصري , وقد نشرت هذا جريدة الصّراط السّوي في عددها الثاني الصّادر بيوم الاثنين 28 جُمادى الأولى 1352 للهجرة المُوافق لـ 18 سبتمبر 1933 للميلاد :

        <<  بدعة الطّريق في الإسلام :

        قال العلاّمة المُؤرّخ أبو العبّاس أحمد النّاصري في كتابه << الاستقصا >> في تاريخ المغرب الأقصى ما نصّه :

        قد ظهرت ببلاد المغرب وغيرها منذ أعصار مُتطاولة , لا سيما في المئة العاشرة وما بعدها بدعة قبيحة , وهي اجتماع طائفة من العامّة على شيخ من الشّيوخ الذين عاصروهم , أو تقدّموهم ممّن يُشار إليه بالولاية والخُصوصيّة ويخُصّونه بمزيد المحبّة والتّعظيم , ويتمسّكون بخدمته والتّقرّب إليه قدرا زائدا على غيره من الشّيوخ بحيث يرتسم في خيال جهلهم أنّ كلّ المشايخ أو جُلّهم دونه في المنزلة عند الله ويقولون نحن أتباع سيدي فلان وخدم الدّار الفلانيّة , لا يتحوّلون عن ذلك ولا يزولون خلفا عن سلف , ويُنادون باسمه ويستغيثون به ويفزعون في مهمّاتهم إليه مُعتقدين أنّ التّقرّب إليه نافع , والانحراف عنه قيد شبر ضار , مع أنّ النّافع والضّار هو الله وحده , وإذا ذكر لهم شيخ آخر ودُعوا إليه صاحوا صيحة حُمُر الوحش من غير تبصّر في أحواله , هل يستحقّ ذلك التّعظيم أم لا ؟ فصار الأمر عصبيا , وصارت الأمّة بذلك طرائق قددا , ففي كلّ بلد أو قرية عدّة طوائف , وهذا لم يكن معروفا في سلف الأمّة الذين هم القدوة لمن بعدهم ا هـ .

        هذه الحالة هي نفسها الموجودة في المغرب الأوسط والمغرب الأدنى وهؤلاء هم الذين تكرّر إنكار العلماء عليهم من عهد بعيد , وهُم أصل كثير من البلايا التّي يُعانيها المُسلمون اليوم , ثمّ بعد هذا كلّه يزعم قوم أنّهم رجال التّصوّف وأنّهم ما أنكر عليهم إلاّ عُلماء اليوم ! >> .