نقلا عن مقال ــ( بعنوان : المسالة الدّينيّة الإسلاميّة الجزائريّة , أقوال الصّحف فيها )ــ نقلته جريدة الصّراط السّوي عن إحدى الصّحف التي تصدر باللّغة الفرنسيّة لكاتبه ــ لوي رويو ــ , والذي نشرته الجريدة في عددها الثالث عشر الصّادر يوم الاثنين 23 شعبان 1352 هجريّة المُوافق ل 11 ديسمبر 1933 للميلاد :
<< إنّ الإسلام له خاصّية وهي أّنّه لا يمتّ للرّهبنة ولا يعمل ضدّها فليست فيه رهبنة ولا يجعل بين العبد وربّه أيّة واسطة فالإسلام هو دين بدون رُؤساء روحانيين والإمام ليس قسّيسا ولكنّه مُحافظ على الهيكل الدّيني ( الجامع أو المسجد ) والمُؤذن هو بمثابة داع يدعو المؤمنين لأداء فريضة الصّلاة وحلول وقتها وجميع هؤلاء الأشخاص هم مُوظّفون وليست لهم سُلطة روحيّة كالتّي نجدها عند أقلّ مُوظّف ديني كاثوليكي بيد أنّه منذ قرون حدثت على هامش القرآن مسألة الطّرق واحترام الأولياء فقادت المسلمين إلى احترام الرّجال الزّاهدين ولم يقتصروا في ذلك على قبورهم وزواياهم بل تعدّى إلى احترام خلفهم وقد أدّى هذا الاحترام إلى تحويل الذريعة سُلطة روحيّة تستند أحيانا إلى الخزعبلات والتّمائم في الأقوام النّاهضة صار خلف الوليّ عبارة عن قسّ مُكلّف بالأمور الدّينيّة ويمنح البركات ويترأّس المآتم وحفلات الزّواج أمّا عند القرويين فإنّه يُضيف لسّلطته هذه سلطة سِحريّة فهو لديهم الحكيم جالب الخير ودافع الشّر وطبيب المرضى وصاحب الكرامات , لا نُنكر أنّه لا يُوجد في خلف الأولياء من يقومون بوظيفة الإرشاد بنزاهة وإخلاص لا تشوبهما شائبة ولكن فيهم أيضا الدّجالون فلقد رأيت أحدهم يبيع شمعا بعنوان أنّه جالب للخير والبركة بعدما أخذه من لفافة زرقاء ممّا يُباع عادة عند العطّار وقد بيعت إحدى الشّموع التي لا يتجاوز ثمنها ثلاثين صانتيما بثمانمائة فرنكا . . . وكلّ هذا خفيف المضرّة لو لم يتناول عملهم التّطبيب فيُضرّون بصحّة الفلاّح المسكين . . . >> .
< السابق | التالي > |
---|