نقلا عن مقال ــ( بعنوان : ألا تُحافظون على دينكم كما تحافظون على جنسكم )ــ لمُحرّري جريدة الصّراط السّوي والذي نشرته في عددها التّاسع الصّادر يوم الاثنين 25 رجب 1352 هجريّة الموافق ل 15 نوفمبر 1933 للميلاد :
<< دلّت التُجارب المُتعدّدة والمواقف المُختلفة على أنّ الأمّة الجزائريّة من أشدّ الأمم مُحافظة على جنسيتها ومن أقواها تمسّكا بها ممّا أكسبها احتراما عند كلّ مُعتزّ بجنسه , مُحترم لأصله , أمين على تُراث أسلافه , حتّى يُبلّغه إلى أبنائه من بعده , ولقد بلغت بها هذه المُحافظة إلى التّشدّد في الإباية من كلّ ما يمسّ جنسيّتها حتّى في مُجرّد التّسميّة وإطلاق اللّفظ ممّا أعجب به منها المعجبون وتعجّب منه المُتساهلون . . .
هذه هي الأمّة الجزائريّة في المُحافظة على جنسها فهل هي كذلك في المُحافظة على دينها ؟ أي ــ والله ــ إنّها ليهون عليها أن تُفارق أرواحها أبدانها , ولا يهون عليها أن يُفارق دينها قلوبها ولكن هذا العقد الرّاسخ فيها الحافظ لدينها عليها لا يكفي في حفظ دينها على أبنائها الذين هم خُلفاؤها وورثة دينها عنها ما لم يتغذ أولئك الأبناء بلُبان الإسلام من صغرهم , وما لم تغوّس عقائده الفطريّة في قلوبهم المُفتحة الخالية من كلّ شرّ وضلال وما لم تحل بآدابه الإنسانيّة نفوسهم الملكيّة المُتهيّئة لقبول كلّ جمال وكمال >> .
< السابق | التالي > |
---|