نقلا عن مقال ــ( بعنوان : وهّابي )ــ للشّيخ السّلفي الكبير رئيس لجنة العمل الدّائمة لجمعيّة العلماء المُسلمين الجزائريين ــ( رحمه الله )ــ , عن جريدة الصّراط السّوي في عددها السّادس الصّادر يوم الاثنين4 رجب 1352 هجريّة الموافق ل 25 أكتوبر 1933 للميلاد :
<< وليعلموا أنّ الوهّابيّة حنابلة من أهل السّنّة وليسوا من المُعتزلة الذين أنكروا علينا مُحاكمتهم فيما سطّروا وسطّرنا وبأنّ المذهب الحنبلي السُنّي من المذاهب الأربعة المُجمع عليها المرضيّة للاقتداء بها في الصّلاة وفي الأقوال والأفعال وزيادة على ذلك لِما أنّنا مالكيون فهم في غاية الاقتداء والاتّفاق مع مالك رحمه الله , وبأنّه عالم المدينة وأنّ غالب حججهم قال مالك كما في مسألة الاستواء وتجصيص القبور والبناء عليها والتّوسّل بها وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشّدائد والحلف بالمدفونين بها وغير ذلك من الاستشفاع الذي هو من الابتداع المتّفق عليه بين المالكيّة المُخلصين والحنابلة العاملين بما نبّههم إليه محمّد بن عبد الوهّاب كما نبّهنا نحن أبو إسحاق الشّاطبي صاحب كتاب الاعتصام وأمثاله.
وقد علمنا وعلم كثير من العلماء المفكّرين والمتأمّلين أنّ عمل الوهّابيين في شأن زيارة القبور هو مذهب مالك بالحرف وطريقه , ونُلفت الآن نظر المُخالفين من الدّجوي وأمثاله عندنا بالجزائر إلى ما في الشّفاء عموما في باب حُكم زيارة قبره صلّى الله عليه وسلّم وقول عياض << وكره مالك أن يُقال زُرنا قبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقوله : قال مالك في المبسوط لا أرى أن يقف عند قبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويدعو ولكن يُسلّم ويمضي إلى أن قال ــ أعني إمامنا ــ مالك رحمه الله لا يُصلح آخر هذه الأمّة إلاّ ما أصلح أوّلها >> .
< السابق | التالي > |
---|