أتعرف من هم الوهّابيون ؟

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال ــ( بعنوان : الوهّابيون سنّيون حنابلة )ــ للعلاّمة الأستاذ الزّاهري ــ( رحمه الله )ــ العضو الإداري لجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ,عن جريدة الصّراط السّوي في عددها الخامس الصّادر يوم الاثنين 26 جُمادى الثّانية 1352 للهجرة الموافق ل 16 أكتوبر 1933 للميلاد :

        << الوهّابيّون حنابلة سُنّيون بأتمّ معنى الكلمة , وحسبك أنّه ليس لهم كُتب مذهبيّة للمذهب الوهّابي مثلا , بل كُتُبهم هي كُتب الحنابلة نفسها وهم حينما نظّموا القضاء الإسلامي في الحجاز لم يجعلوا في محاكمه الشّرعيّة قُضاة وهّابيين ولكنّهم نصبوا فيها قّضاة حنابلة وشوافع وحنفيّة ومالكيّة وإذا كان هناك خلاف فهو بين المُتمسّكين بالكتاب والسّنّة من أهل السّنّة وبين الجامدين منهم والمتساهلين المُترخّصين الذين يتّبعون أهواءهم , وهُنا مسألة جوهريّة لا بأس بالإشارة إليها ,وهي أنّ كُتب الحنابلة التي يقرئها الوهّابيّة وغيرهم هي كّتب سّنّة وحديث أكثر ممّا هي كُتب فقهيّة حنبليّة , وهم لا يزالون يُؤلّفونها على طريقة السّلف الصّالح وأئمّة هذا الدّين الحنيف , بخلاف كُتبنا نحن المالكيّة التي يُؤلّفها فُقهاؤنا المتأخّرون في المذهب المالكي مثلا فهي خالية من السّنّة والحديث حتّى إنّك لتقرأ كتابا ذا أجزاء من كُتب المُتأخّرين من أوّله إلى آخره فلا تكاد تعثر فيه على حديث شريف ولا على أثر من آثار الصّحابة رضي الله عنهم , وبعبارة أخرى أنّ كُتب الحنابلة المُتأخّرين لا تزال كّتب سنّة وحديث ككتُب المُتقدّمين أمّا كُتب المُتأخّرين من المالكيّة والحنفيّة مثلا فقد خلت كلّها أو جُلّها من السّنّة والحديث , بل يسوق لك مُؤلّفها الأحكام مُجرّدة عن كلّ نظر واستدلال ولا يخفى أنّ كتب السّنة والحديث تجعل قارئها سُنّيا سلفيا شديد الاتّصال بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم وشديد الاتّصال بالسّلف الصّالح وبعيدا كلّ البعد عن التّقليد والجُمود وبعيدا عن البدع ومُحدثات الأمور >> .