وسائل الإصلاح الثلاث لجمعية العلماء

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

 

من خطاب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذي ألقاه في الاجتماع العام لهذه الأخيرة , نقلا عن جريدة الشريعة في عددها الأول الصادر يوم الاثنين 24 ربيع الأول 1352 ه الموافق ل 17 جويلية 1933م :          

        إنّ جمعيتكم جمعية علمية دينية تدعو إلى العلم النافع و تنشره و تعين عليه و تدعو إلى الدين الخالص و تبينه و تعمل لتثبيته و تقوية وازعه في نفوس هذه الأمة فوظيفتها هي وظيفة المعلم المرشد الناصح في تعليمه وإرشاده ـ الذي لا يبتغي من وراء عمله أجرا و لا محمدة و قد أراد إخوانكم رجال مجلس إدارة الجمعية ـ  و هم حاملوا فكرة الإصلاح الديني و العاملون لها و المنفقون لأوقاتهم في سبيلها أرادوا أن يكونوا أمثلة للأجيال المقبلة ، في التضحية في الثبات على الحق في الجهر به و كما كانوا أمثلة فقد ضربوا الأمثال بأعمالـهم وهاهي دروسهم في جهات القطر ينبع منها التفسير الصحيح لكتاب الله و التأويل الحقيقي لكلام نبيه و الشرح الكاشف لهدي السلف الصالح من أمّته ، وهذه محاضراتهم في جهات القطر تتدفق منها البلاغة العربية و تتجلى فيها أسرار الله في خلقه و تنكشف فيها حقائق هذا الكون و يعرض فيها داء هذه الأمّة و دواؤها وهاهم أولاء يحملون الأمانة الإسلامية فيحسنون حملها ويؤدونها فيحسنون تأديتها و يحملون الأمانة العلمية فكل شيء عندهم بدليله ، و كل شيء يطلب من سبيله .

        و هذه منشوراتهم في الصحف و عليها مسحة من نفوسهم : تبيين محكم و رد مفحم ، وحجاج مقنع . هذه وسائلهم الثلاث التي سلكوها و سمحت بها الظروف إلى ساعتكم هذه ، والتي نرجو لها بفضل الله و بهمتكم ـ أيها الإخوان ـ أن تزداد كل يوم رقيا وتقدما .