تمثيل لمراحل تطور جمعية العلماء

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

 

من الخطاب النفيس الذي ألقاه نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأستاذ الإبراهيمي في الاجتماع العام لهذه الأخيرة , نقلا عن جريدة الشريعة في عددها الرابع الصادر يوم الاثنين 15 ربيع الأول 1352 ه الموافق ل 7 أوت 1933 م : 

أيّها الإخوة الكرام

        إنّي لم أر مثلا أضربه لجمعيتكم هذه وهي لم تزل في المهد إلاّ شيئا نسميه تباشير الصبح ــ هو تلك اللمع المتفرقة من النور في الشرق قبل أن ينشق عمود الفجر ــ يرتاح لها الساري في ظلمات الليل لأنّه يرى فيها العنوان الصادق على قرب الخروج من المعاسف و الخبط في مضلات السبل ــ

        ويرتاح لها المهموم الساهر الذي يبيت يراعي النجوم لأنّه يرى فيها متنفسا لهمه و سببا لسلواه وإن لم تكن حدا لبلواه .

        ويرتاح لها المقرور الشاتي لأنّه يرى فيها مخايل من آية النهار . 

        ويرتاح لها الناسك لأنّه يسمع فيها الداعي المثوب بعبادة ربه .

        ويرتاح لها الشاعر لأنّه يرى فيها مسرحا لخياله و أفقا لروحانيته

        ويرتاح لها العامل الملتذ بعمله لأنه يرى فيها الأمارة المؤذنة بقرب وقت العمل .

        ولكن هل يدرك النائمون شيئا من تلك اللذة ؟ نعم إنّ جمعية العلماء هي تباشير الصبح و سترونها تتصدّع عن فجر صادق ثمّ عن شمس مشرقة .