الحمد لله الذي اجتبى من صفوة عباده طائفة الحق وأهل السنة، وخصهم من بين سائر الفرق بالاجتماع و الإعتصام بالسنة , وأفاض عليهم من نور هدايته ما كشفوا به عن حقائق الدين، وأنطق ألسنتهم بحجته التي قمع بها ضلال الملحدين، وصفى سرائرهم من وساوس الشياطين، وطهر ضمائرهم عن نزغات الزائغين، وعمر أفئدتهم بأنوار اليقين حتى اهتدوا بها إلى سواء السبيل؛. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله و خليله و صفيه، أرسله الله بالهدى و اليقين والدين القويم و هداه إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا و لم يكن من المشركين , ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنياوالآخرة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه و أتباعه إلى يوم الدين.
إن مما لا شك فيه أَنَّ سبيل العزّ و التمكين و السعادة في الدارين متوقف على وحدة المسلمين وهذا لا يكون إلا في وحدة عقيدتهم العقيدة الصحيحة الصافية ، التي اعتقدها الرعيل الأَول من سلف هذهِ الأُمةِ ، و بها حكموا الدنيا بالقصد والعدل .
لذا فإنه لا صلاح لنا ، ولا نجاح لدعوتنا إِلا إِذا بدأنا بالأَهم قبل المهم ، وذلك بأَن ننطلق في دعوتنا من عقيدةِ التوحيد ؛ نَبْني عليها سياستنا ، وأحكامنا ، وأخلاقنا ، وآدابنا ، ومعاملتنا .
وننطلق في كلِّ ذلك من هدي الكتاب والسّنة وعلى فهم سلف الأُمة ، ذلكم هو الصراط المستقيم والمنهج القويم الذي أَمرنا الله به ، فقال تعالى :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (1)
وعقيدة السلف الصالح هي السبيل الوحيد الذي يصلح به حال الأُمة . نسأل الله تعالى كما دلنا على منهج السَّلف الصالح ؛ أَن يجعلنا منهم ، ويحشرنا معهم تحت لواء سيد الخلق الشافع المشفع محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَن لا يزيغ قلوبنا بعد إِذ هدانا ، ونسأَله أَن يجعلنا من عبادهِ الموحِّدين الصٌالحين العاملين في سبيله ؛ إِنه على ذلك لقادر ، وهو سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أَجمعين .
< السابق | التالي > |
---|