ـ نطق الجاهل بالشهادتين لا يمنع عنه وصف الشرك:
ولم ينطق المشركون بالشّهادتين لمّا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنهم عالمون بمعناهما ، ويرون النّطق بهما التزاما لما يدعو إليه الرسول و نبذا لما يخالف دعوته ، و قد أصابوا في هذا الرّأي ، ثم اختاروا بعد ذلك الرّأي النّاشئ عن العلم باللّغة و معاني الكلام التمسّك بما وجدوا عليه آباءهم ، وقد أخطئوا في هذا الاختيار ، ولو رأوا مجرّد التشهّد كافيا في رفع وصف الشّرك عنهم مع بقائهم على عقائدهم الباطلة و عوائدهم القبيحة لأقرّوا و استراحوا ، فإن عظماءهم لم يكونوا يأنفون من سيادة من لقّبوه بالأمين . ( ص 58من كتاب الشرك ومظاهره) .
< السابق | التالي > |
---|