اعتمدتّ على ما ذكره الحفناويّ عنه في تعريف الخلف , وهي ترجمة لا تتعدّى السّطور , وعلى ما كتبه عنه الأستاذ القماريّ في تاريخه .
هُو محمود ابن المُفتي عليّ بن الأمين الجزائريّ , كان أبوه شيخ جليل كامل من عُلماء الجزائر عشيّة الاحتلال .
وكان الابن محمُود ولوعا بالكتابة والنّسخ وله مكتبة غنيّة , توظف إماما في المدرسة السّلطانيّة ( الكوليج ) التـّي أسّسها الفرنسيون ثمّ ( الليسيه ) الفرنسيّ , وبالإضافة إلى ذلك تولـّى الشّيخ محمود التدريس في الجامع الكبير بالعاصمة , وتـُوفي في 17 فبراير 1897 مـ .
من آثاره المكتـُوبة :
1ــ تعليق في الطـّّب , 2 ــ رسالة << نصيحة عُموميّة لأهل الحضر والباديّة >> , وهي مقال نشره بجريدة المبشر الاستعماريّة بتاريخ 25 جويلية 1867 مـ , 3 ــ مقال في تحبيذ الانتخابات وطلب الاقتداء بها من المُسلمين , نشر بجريدة الجوائب المشرقيّة ثمّ بالمبشر بتاريخ 21 يناير 1869 مـ .
يقـُول عنه الأستاذ القماريّ : << كان كأبيه علما ولكنّه ليس كأبيه عملا , فلم يصل إلى رتبة الفتوى رغم أنّه كان من عُلماء الوقت >> . وقال عن مقاله المذكور : << يدلّ على اتـّساع معارفه في الأدب والتراث والتاريخ . . . >> . والذي يظهرُ لي خلاف ذلك لأمور :
أولا : أنّ الفرنسيين لم يقصدوه لعلمه بل لنسبه وشهرة أسرته في العلم , ولو كان عالما لم يقصدوه .
ثانيا : أنّ شُهرته كانت في النساخة لا في العلم وشتـّان بين الأمرين ولو كان عالما لبرز .
ثالثا : أنّ العلماء أغلبهم هاجر أو اضطهد أو تخفى .
وأمّا عن مقاله وما فيه من شواهد قرآنيّة وحديثيّة وشعريّة فقد ساقه برمّته من كتاب << إحياء عُلوم الدّين >> للغزاليّ وربط فيه بين باب العلم وباب المعيشة من الإحياء , مع اختصار مُخل في بعض الأحيان ودون تحقيق كما سيظهر في التعليق . . . آخر المقدّمة . . .
كتبه
عادل بن الحاج همال الجزائريّ
بتاريخ 26 رمضان 1427 هـ .
< السابق | التالي > |
---|