ـ بـسم اللـه الرحمن الرحيم ـ
الحمد لله القائل: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[ يونس:25]
والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ,أمابعد:
ـ أخـي الزائرـ :
ـ فإنّ ـ نور الهدى ـ موقع إسلامي دعوي, تجد فيه أنوار الهداية وأسباب السعادة, التي يسعى كل ذي عقل سليم إلى تحصيلها,ولا شكّ أنّ قطبها الذي عليه تدور, وأساسها الذي عليه تقوم , وَمُسْتَقَرُّ النَّجَاةِ الَّذِي عَنْهُ لَا تَحُورُ, إنما هو طاعة الله عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ و ذلك أنّ االلَّهَ تعالى لم يخلق الْخَلْق عبثا, َو لم يتركهم سدى هملا , كما قال :{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم}[ المؤمنون:115/116] بل ْخَلْقهمَ لحكمة بالغة, هي إخلاص العبادة له, وتوحيده, وهي المبيّنة في قوله تعالى:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة}[البينة:5] وهذه هي الحكمة التي وقع اِمتحان واِبتلاء الجنّ والإنس في تحقيقه ,ا كما قال تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] ، وقال : { الذي خَلَقَ الموت والحياة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [ الملك : 2 ]
وهو سبحانه إنما أمرهم وتَعَبَّدَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ واتباعه, لأن اتباع ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, هو النور الذي يهدي به الله من يشاء من عباده إلى الصراط المستقيم, كما قَالَ تَعَالَى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا }[الشورى:52] , فَمَا أَوْحَاهُ اللَّهُ إلَيْهِ يَهْدِي اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، كَمَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ,َ بِذَلِكَ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى, كَمَا قَالَ : { قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إلَيَّ رَبِّي }[سبأ:50] , وَقَالَ تَعَالَى : { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[المائدة:16] . فَبِمُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ,َ تَبَيَّنَ الْكَفْرُ مِنْ الْإِيمَانِ ، وَالرِّبْحُ مِنْ الْخُسْرَانِ, وَالْهُدَى مِنْ الضَّلَالِ ، وَالنَّجَاةُ مِنْ الْوَبَالِ ، وَالْغَيٍٍُّ مِنْ الرَّشَادِ ، وَالزَّيْغُ مِنْ السَّدَادِ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَالْمُتَّقُونَ مِنْ الْفُجَّار,ِ وَإِيثَارُ سَبِيلِ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ سَبِيلِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ .
ــ فَالنُّفُوسُ أَحْوَجُ إلَى مَعْرِفَةِ مَا جَاءَ بِهِ وَاتِّبَاعِهِ, مِنْهَا إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ, فَإِنَّ هَذَا إذَا فَاتَ حَصَلَ الْمَوْتُ فِي الدُّنْيَا , وَذَاكَ إذَا فَاتَ حَصَلَ الْعَذَابُ الأليم , فَحَقَّ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بَذْلُ جُهْدِهِ وَاسْتِطَاعَتِهِ, فِي مَعْرِفَةِ مَا جَاءَ بِهِ وَطَاعَتِهِ, إذْ هَذَا طَرِيقُ النَّجَاةِ مِنْ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ, وَالسَّعَادَةِ فِي دَارِ النَّعِيمِ .
ـ ولما كان اسم هذا الموقع ـ(نـور الهـدى)ـ مقتبس من قوله تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[المائدة:16] وما في معناها من الآيات , وكان ماجاءنا به النبي عليه الصلاة والسلام, إنما هوالعلم النافع والتزكية, كما قال سبحانه:{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} , كان اسم هذا الموقع ـ(نـور الهـدى)ـ كالعنوان والشعار الدال على المبدأ الذي قامت عليه دعوة الموقع, فلا خروج من الضلال المبين إلا بتحصيل هذين الأصلين, العلم النافع وتزكية النفوس به, وهذاهو نورالهدىالذي لا حياة للأمةإلا به, لأنه المعين الصافي, وينبوع الرقي, والتطور والازدهار, لذا قام الموقع يدعو إليه, وجعله اسما وعنوانا وشعارا له.
ـ و لا نعلم ميزانا أدقّ و لا أصدق لمعرفة كُنْـه الأمم, ومقدار تطورها في عالم الحضارة, أعظم من ميزان أعمال أفراد تلك الأمم , فالأمم التي اتّجهت ِهمَمُ أبنائها نحو الكمالات, و شرأبت أعناقها إلى بلوغ أسمى الغايات, لهي الأمم التي تستحق أن تجلس على بساط المجد, و تتقلد ِوسام الفخر, وتنادي في أسماع الأمم: هكذا فليكن العزّ و الشّرف و السعادة , كيف لا , و قد حمل أبناؤها قلوبا لا تضمر إلا الرحمة والشفقة, ونفوسا لا تعرف ما تقدمه لإخوانها, غير الخير و النفع ولإنعام, كما وصفهم قدوتهم صلى الله عليه وسلم :( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) [متفق عليه]
ـ لذا قام ثلة من الشباب الغيورعلى دينه, وأصالته وتراثه, بإنشاء هذا الموقع للمساهمة في خدمة الدعوة.ـ ف (نور الهدى) ـ أخـي الزائرـ : موقع يهتم بالدعوة إلى الله تعالى وبكل ما ترمي إليه هذه الكلمة من المعاني, فهما صحيحا كما فهمها السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان من الخلف, شعاره في ذلك :
ـ قوله تعالى:( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[يوسف:108]
ـ و قوله تعالى:( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[النحل:125]
ـ وهو قائم في دعوته على التمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة,إمتثالا لأمر الله تعالى :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الأنعام:153]
:( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:115]
ـ وبقوله عليه الصلاة والسلام:<< أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثات فإن كل محدثة بدعة >>[أخرجه أصحاب السنن وغيرهم وهوصحيح]
ــ و ا تباعا لوصايا السلف رضي الله عنهم قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :<< من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوباً ، وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم>>
ــ و لزوما لسبيل المؤمنين..كما قال عمر بن عبد العزيز:((فإني أوصيكم بتقوى الله والاقتصاد في أمره, واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون مما قد جرت به سنته, وكفوا مؤنته, فعليكم بلزوم السنة , فإن السنة إنما سنّها من قد عرف خلافها من الخطأ والزلل, والحمق والتعمق, فارض لنفسك بما يرضى به القوم لأنفسهم, فإنهم عن علم وقفوا , وببصر نافذ كفوا, ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى بفضل لو كان فيه أجر, فلئن قلتم أمر حدث بعدهم, ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سنتهم, ورغب بنفسه عنهم, إنهم لهم السابقون , فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي, فما دونهم مقصر, وما فوقهم محسر, لقد قصر عنهم اّخرون فضّلّوا وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقم)).
ـ وسيرا على ما أجمع عليه أئمة أهل السنة والجماعة : أنّ سعادة الدارين في الاهتداء بنور الوحيين(كتا ب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم)كما قال إمام دار الهجرة (مالك بن أنس): (( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها )).
ـ فنسأل الله تعالى الذي وسع كل شيء رحمة وعلما أن يغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا وأن يرزقنا الرشد و السداد في أقوالنا و أعمالنا و يبارك لنا فيها, كما نسأله أن يجعل أعملنا صالحة و لوجهه خالصة وأن لا يجعل لأحد فيها نصيبا والحمد لله أولا وآخرا
< السابق | التالي > |
---|