أصول المُلك النّبوي

إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :

        << من طبيعة مُلك النّبوّة التزام الحق ونُصرته حيثما كان , بإقامة ميزان العدل في القوم والحكم والشّهادة بين النّاس أجمعين المُعادين والموالين كما قال تعالى : (<< وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قُربى ــ وإذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل ــ ولا يجرمنّكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا , اعدلوا هو أقرب للتّقوى ــ يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شُهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيّا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوُوا أو تُعرضوا فإنّ الله كان بما تعملون خبيرا >>) وبالوفاء بالعقود والعهود بين الأفراد والجماعات كما قال تعالى : (<< أوفوا بالعقود ــ وبعهد الله أوفوا ــ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ــ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمّة هي أربى من أمّة >>) وبغير هذا من وُجوه التزام الحق ونُصرته .

        ومن طبيعة بثّ الخير بين النّاس بنشر الهداية والإحسان دون تمييز بين الأجناس والألوان كما قال تعالى : (<< وافعلوا الخير لعلّكم تُفلحون ــ وأحسنوا إنّ الله يُحبّ المحسنين ــ لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدّين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتُقسطوا إليهم إنّ الله يحبّ المُقسطين >>) , ومن طبيعة الدّعوة إلى القوّة والتّنويه بها وبناء الحياة عليها لكن في نطاق العدل والرّحمة ولدفاع المُعتدين كما قال تعالى : (<< وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ــ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للنّاس ــ وقبلها ــ وأنزلنا الكتاب والميزان ليقوم النّاس بالقسط ــ فقوّة الحديد لحفظ الكتاب والميزان وحمل النّاس عليهما ــ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتّقوا الله واعلموا أنّ الله مع المُتّقين ــ وإذا أصابهم البغي هم ينتصرون , وجزاء سيّئة سيّئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنّه لا يُحبّ الظّالمين ــ الآيات >>) .

        ومن طبيعته الدّعوة إلى الجمال والتّحبيب فيه في جميع مظاهر الحياة لكن في نطاق الفضيلة والعفاف كما قال تعالى (<< لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ــ وصوّركم فأحسن صُوركم ــ أحسن كلّ شيء خلقه ثمّ هدى ــ إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب ــ حتّى إذا أخذت الأرض زُخرفها وازّينت ــ فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ــ من كلّ زوج بهيج ــ قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطّيبات من الرّزق ــ اليوم أحلّ لكم الطّيبات ــ قُل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فُروجهم ذلك أزكى لهم إنّ الله خبير بما يصنعون >>) .