في إنذار النّملة لقومها شهادة بأمرين

طباعة
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

 

         نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ( 3 ) ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الرّابع من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة ربيع الثاني 1358 هجريّة الموافق ل 21 ماي 1939 للميلاد :

        << توجيه : صدور ذلك الإنذار البليغ من مثل تلك النّملة في ضعفها وصغرها طريف مُستظرف ككلّ شيء يصدر من حيث لا يُنتظر صدوره , فهذا مبعث تعجّب سُليمان صلّى الله عليه وسلّم وشهادة النّملة له ولجنوده بأنّهم لو وطئوا النّمل لوطئوه عن غير شُعور , فهم لرحمتهم وشفقتهم وارتباطهم بزمام التّقوى وأخذهم بالعدل لا يتعمّدون التّعدّي على أضعف المخلوقات العجماء ــ هذه الشّهادة أدخلت السّرور على سُليمان صلّى الله عليه وسلّم لما دلّت عليه منثبوت هذا الوصف العظيم له و لجنده و ظهوره منهم و اشتهارهم به.كما بعثهشُعوره بما آتاه الله من المُلك العظيم والعلم الذي لم يُؤته غيره حتّى فهم به ما همست به النّملة وهي من الحكل الذي ليس له صوت يُستبان في حال من الأحوال >> .