النّعم من فضل الله تعالى على عباده

طباعة
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال بعنوان ـ( مُلك النّبوّة ــ مجالس التّذكير ــ )ـ للأستاذ العلاّمة عبد الحميد بن باديس , والذي نشرته مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد :

       << فقه وأدب : يجوز لمن أنعم الله عليه بنعمة وفضّله بفضيلة أن يفرح بتلك النّعمة ويُظهر فرحه بها في معرض حمد الله عليها , من حيث أنّها كرامة من الله لا من حيث أنّها مزيّة من مزاياه فاق بها سواه , مثلما فعل هذين النّبيين الكريمين , وكما قال تعالى : (<< قُل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا >>) , وكثيرا ما يكون التفات المرء إلى نفسه حاجبا عن غيره , فيذكر من شأنه ما أفرحه ويسكت عن غيره وفيهم من هو مثله ومن يفوقه , فقد يجرّ هذا إلى عجب بنفسه وغمط لحقّ من عداه , فلهذا كان من أدب مقام الفرح بنعمة الله وحمده عليها ذكر نعمته العامّة عليه وعلى غيره , والإشارة إلى من فُضّلوا عليه , فيكبح من نفسه بتذكيرها بقصورها , ويُرضي الله باعترافه لذي الفضل بفضله , وحكمة الله وعدله , وبوُقوفه كواحد ممّن أنعم عليهم من عباده >> .