ذمّ المُباهي والمُتعيّش بالقرآن

طباعة
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال ـ( آثار وأخبار )ـ , والذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها السّادس عشر , الصّادر يوم الاثنين 15 رمضان 1352 هجريّة المُوافق لـ 1 جانفي 1934 للميلاد :

       << عن أبي سعيد الخُدريّ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( تعلّموا القرآن واسألوا الله به , قبل أن يتعلّمه قوم يسألون به الدّنيا , فإنّ القرآن يتعلّمه ثلاثة نفر : رجُل يُباهي به ورجُل يستأكل به ورجُل يقرأه لله ) رواه أبو عُبيد في فضائل القرآن وصحّحه الحاكم , نقله الحافظ في فتح البارئ ( 9 : 82 ) .

        ( تعليق ) : حديث أبي سعيد أخرجه الإمام أحمد بلفظ آخر وفي آخره : << ويقرأ القرآن ثلاثة : مُؤمن ومُنافق وفاجر >> وفسّرّ الرّاوي عن أبي سعيد الفاجر بمن يتأكّل بالقرآن ,فقوله في رواية أبي عُبيد << ورجُل يستأكل به >> بمعنى الفاجر في رواية الإمام أحمد , ويكون حينئذ في رواية أبي عُبيد << رجُل يباهي به >> بمعنى قوله في الرّواية الأخرى << ومُنافق >> . وقد دلّ الحديث على ذمّ المُباهي بتلاوته , وكثيرا ما يقصد قرّاء زماننا المُباهاة بأصواتهم والفخر بحفظهم ولا سيما إذا كانوا يتلون مُجتمعين بصوت واحد فليحذر من يجد هذا من نفسه , وليعلم أنّ كتاب الله هداية تخشع لها القلوب وتستسلم الجوارح . ودلّ أيضا على ذمّ المُسترزق بالقرآن وكثير من قرّاء زماننا لا يقصدون من حفظه إلاّ التّوسّل به للتّلاوة على الموتى بأجرة ونحو ذلك من الأغراض الدّنيويّة المحضة , ولا يتناول الذمّ من يأخذ الأجرة على تعليم القرآن إذا كانت في مُقابلة تعبه , وشُغل وقته ولم يتّخذ تعليمه صناعة من الصّناعات المادّيّة المحضة بل على هذا المُعلّم ــ إن أراد السّلامة من ذلك الذمّ ــ أن يكون هو نفسُه عاملا بكتاب الله وأن يقصد من تعليمه الدّعوة إلى العمل به >> .