ترجمة مُختصرة لإمام الدّعوة محمّد بن عبد الوهّاب

طباعة
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال ــ( بعنوان : الوهّابيون سُنّيون حنابلة )ــ لصاحب المعالي العلاّمة الفقيه محمّد الحجوي وزير المعارف بالمغرب الأقصى , الذي نشرته جريدة الصّراط السّوي في عددها الثّالث الصّادر يوم الاثنين 5 جُمادى الثّانية 1352 للهجرة الموافق ل 25 سبتمبر 1933 للميلاد :

        << قال الوزير لا فضّ فوه ؛ ولا برَّ من يجفوه : أبو عبد الله محمّد بن عبد الوهّاب التميمي النّجدي إمام الوهّابيّة والزّعيم الأكبر, ولد في مدينة العُيينة من إقليم العارض بنجد سنة 1106هجريّة , وربّي في حجر والده , ثمّ انتقل للبصرة لإتمام دروسه , فبرع في علوم الدّين واللّسان , وفاق الأقران واشتهر هنالك بالتّقوى وصدق التّديّن .

        عقيدته السّنّة الخالصة على مذهب السّلف المتمسّكين بمحض القرآن والسّنّة , لا يخوض التّأويل والفلسفة , ولا يدخلهما في عقيدته , وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد على تقليد الإمام أحمد ولا من دونه , بل إذا وجد دليلا أخذ به وترك أقوال المذهب , فهو مستقلّ الفكر في العقيدة والفروع معا , كان قويّ الحال ذا نفوذ شخصي , وتأثير نفسي على أتباعه يتفانون في امتثال أوامره , غير هيّاب ولا وجل لذلك كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , ـــــــــــــــــــ عن عشيرته بالبصرة فتآمروا على قتله ففرّ إلى العيينة واجتذب قلوب قبيلته بالوعظ والإنذار والحجّة ووضوح المحجّة فالتفوا عليه وقوي حزبه , وأصبح من الزّعماء لكن لم يخل من أضداد كما هو الشّأن , فنسبوا إليه قتل امرأة ظلما فنفاه أمير الحسا إلى الدّرعيّة , وكان له بها أتباع أيضا لشيوع مذهبه فقبله أميرها محمّد بن سعود وأمره بنشر  مبادئه التّي أسّسها الإمام أحمد بن تيميّة الحرّاني , وأصهر إلى الأمير ابن سعود بابنته وهي أمّ الأمير عبد العزيز بن سعود الذي ظهر بمظهر النّاشر لمذهبه النّاصر لفكره , وهو نبذ التّعلّق بالقبور وعدم نسبة التّأثير في الكون للمقبور , بل منع التّوسّل بالمخلوق وهَدَمَ الأضرحة التي تشييدها سبّب هذه الفكرة >>.