مُقارنة بين المُبشرين والمُتصوّفين

طباعة
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

        نقلا عن مقال بعنوان ـ( الدّين الإسلامي بين المبشرين والمبتدعين )ـ لأحد كتّاب جريدة البلاغ ,  والذي نشرته جريدة الشريعة النّبويّة في عددها السّادس , الصّادر يوم الاثنين  29 ربيع الثاني 1352 للهجرة الموافق ل 21 أوت 1933 للميلاد :

        << جماعة المبشرين إنما يدعون إلى الخروج على الدين إطلاقا ويروّجون لاعتناق دين غيره وتلك دعوة ينبني على مجرد الجهر بها النفور عنها اللّهم إلا عند نفر قليل تدفعهم الحاجة إلى الاستسلام وتغريهم الفاقة بالاستكانة , وهؤلاء لا يلبثون أن يصدّوا عن الدعوة ويرجعوا إلى الهدى عندما يرون بأعينهم أن المنشآت التي أعدت لهم بين أهل دينهم ستغنيهم عن التردد على أماكن المبشرين فتكتب لهم النجاة من المهاوي السحيقة التي كانوا على وشك التردي فيها , ولكن ما ظنك بجماعة ليسوا من المبشرين حتى نجتنبهم , ولا يدعون للخروج على الإسلام حتى نتحاشاهم , وإنما هم مسلمون أولا , يلبسون لباس الإسلام , ويتزيّون بزيّه وجاءوا تحت ستار لباسهم الزائف يجتذبون نفرا من المسلمين , ينفثون فيهم سموم خرافات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان بدعوى أن تلك الخرافات من الدين وأنّ من لم يتبعها وينسج على منوالهم فيها يبوء بغضب من الله ورسوله ويكون من الكافرين .

        لا شك أنّ هؤلاء أشد ضررا على الإسلام من المبشرين الذين قدّمنا أنّ معالجة أمرهم باتت وشيكة النجاح , وأنّ دعوتهم عند الكثيرين لا تصادف ما قدّر لها من رواج >> .